العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-01-08, 11:32 PM   #1

hedaya
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 2286
تاريخ التسجيل : Sep 2004
عدد المشاركات : 391
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ hedaya
آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!


[align=center]
آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!



[align=left]
أمية جحا
10/01/2008
صحيفة القدس العربي اللندنية

[/align]

[align=right]
قالوا لي: أسرعي فقد فتحوا المعبر للحجاج العالقين منذ أسبوع في العريش عساك تعودين معهم، وبسرعة البرق لملمت حقائبي بعدما كانت حقيبة.. إنها سبعة شهور قضيتها بعيدا عن غزة.
واستقليت أنا وزوجي السيارة من العريش حتى المعبر، وطوال الطريق كنت أنظر للبلد التي احتضنتني بحنان شعبها وكنت أتمنى أن أبكي مودعةً إياها.. ولكن كلما حاولت دمعة أن تسيل شدها خوف العودة من جديد إليها فحنيني لوطني أكبر.
كنت ألتقط في مخيلتي مشاهد ما سأفعله أول ما اجتاز المعبر إلى غزة, كنت سأسجد على الأرض وأقبل ترابها ثم أهرول احتضن صغيرتي نور وآه ثم آه يا نور.. نور كنت انتظره بعد عتمة الغربة القسرية بلا ذنب سوى أني فلسطينية الجنسية.
كنت سأوزع القبلات على ذرّات الهواء وسأحمل بيدي راية فلسطين أخرجها من شباك السيارة لتبقى ترفرف خفاقا، كنـــــت سأسلم على المارة وأحيي الدكاكين والباعة، كنت سأحتضن كل أطفال غزة وأوزّع عليهم حلوى اشتريتها من مصر فغزة محاصرة وشح فيها الطعام والدواء.
كنت سأغفر لكل من ظلمنا من حكام العرب وقد كنا لا نبيت نحن العالقون من نساء ورجال وشيوخ ومرضى إلا ونحن ندعوا على من ظلمنا وغربنا عن أهلينا وسرق الفرحة من عيوننا وراحة البال من قلوبنا.
وتذكرت ابن أخي الذي مات جنيناً قبل أن يُولد بأسبوع، كنت أول من حمل هذا الطفل الجميل, وكانت أول مرة أحمل فيها طفلاً ميتاً, كنا ننتظر ميلاد هذا الطفل بفارغ الصبر عساه يدخل الفرحة إلى قلوبنا التي أدماها الحزن طويلا.. مات الطفل ودفن في العريش ومات ودفن معه الحلم بعودة قريبة للوطن.
وتذكرت شاطئ العريش الجميل، كنا نسهر طويلاً على الشاطئ الذي كان يعجّ بالمصطافين في الصيف, وأتذكر كيف كان كل واحد منّا يتحدث عن شوقه للأهل والأولاد وكيف كان يصارع كل واحد الأخر ليثبت أن همه أكبر من هم الآخر، كنا نضحك أحيانا وكنا نبكي أحيانا.. وأحياناً وأحيانا.
وتذكرت كيف كانت عيناي تتابعان حركة الأطفال المصريين علي الشاطئ فأتلهف بقلب الأم إن وقع طفل في الماء، وكيف أني كنت ارغب باحتضان طفلة تشبه طفلتي فأخالها تهرول نحوي وإذ بها تسرع بعيداً ناحية أمها.
وتذكرت كيف انتهي فصل الصيف بعودة كل المصطافين المصريين إلى مناطق سكناهم... وبعدما عادت دفعة من العالقين الفلسطينيين إلى غزة، فبقيت وحدي على الشاطئ أكاد اسمع صوت صدي أنفاسي لولا صوت أمواج البحر، ولعب أطفال مبعثرة وبقايا طعام هنا وهناك... هي أطلال أناس كانوا هنا كل يوم..
أصواتهم.. ضحكاتهم.. كلها رحلت معهم..
تذكرت كيف كنت ابكي ولا أزال عندما أجد الكل قد عاد إلى وطنه إلا نحن
كنت أتمنى لو أتحول إلى سمكة تسبح في أعماق البحر إلى أن أصل إلى شاطئ غزة
كنت أحسد الطيور التي كنت أراها أسرابا أسرابا تهاجر من مكان إلى آخر لأن لها جناحين تستطيع بهما أن تطير فلا تحتاج إلى جواز سفر ولا توقفها حدود ولا رجال أمن ولا نقاط تفتيش..
وتذكرت كيف قضينا شهر رمضان.. صائمين عن الطعام وصائمين عن الفرحة، وكيف كان أملنا كبيراً أن نقضي عيد الفطر بين أهلينا؛ فاشتريت فستان العيد لنور وحذاء وحقيبة، وصرت أتخيلها تتراقص فرِحة بهديتي إليها وترتمي في حضني وتقبلني.. جاء العيد السعيد على قلبي الحزين وأنا أنظر للفستان الذي ربما سيصبح صغيرا عليها لو طال البعد أشهراً قادمة..
وتذكرت كيف كنا نموت في اليوم ألف مرة ونحن نجد إعلاماً عربياً ميتاً لا يتناول قضيتنا، وأمة ميتة لا تحرك ساكناً، مما زاد شعورنا بأننا منسيون وسنبقى عالقين خارج الوطن.
وتذكرت كيف حل الخريف فتساقطت معه أوراق الشجر وتساقط معه الأمل بعود قريب
وتذكرت كيف حل الشتاء وما أقسى أن لا يشعر المرء بدفء الوطن في الشتاء...

وتذكرت كيف جاء عيد ثانٍ هو عيد الأضحى المبارك.. وكيف ساهمت الإغاثة الطبية الإسلامية واتحاد الأطباء العرب في رسم البهجة في عيون الأطفال الفلسطينيين العالقين، فاشترتْ لهم الألعاب وذبحتْ أمامهم العجول ووزعتْ على الأسر الأضاحي بسخاء.. كان موقفاً نبيلاً لَمسناه ولا نزال من الشعب المصري الكريم الغني بنخوته وأصالته رغم فقره المادي والذي كان يتمنى أن يفرش لنا رموشه لنمشي عليها...
ثم تذكرت كيف أتقن أطفالنا اللهجة المصرية وكيف جعلوا أقرانهم من المصريين يتحدثون باللهجة الفلسطينية.. وكم كنت أضحك وأنا أسمع حديث الطرفين وهما يلعبان سوية.
ثم تذكرت أني لا أزال في السيارة... آه ما أحلاك يا وطني حتى لو كنا نتجرع لحبك علقما.. وما أغلى ترابك حتى لو كان طريقنا إليك شوكاً..
اقتربنا من بوابة المعبر في الجانب المصري وفي مقدمتها عبارة ترحيب وتمنيات برحلة سعيدة.. قلت في نفسي بحسرة: هه.. رحلة سعيدة!!
وقفت السيارة وأنزلنا الحقائب إلى حيث البوابة التي تجمع عندها العشرات من العالقين المتلهفين للعودة، كان عددنا لا يتجاوز المئة شخص من رجال ونساء وأطفال، الكل يزاحم الكل والكل يسابق الكل وبوابة مغلقة تفتح كل نصف ساعة لتدخل نفرا قليلا.. استوقفني صحافي مصري يعرفني كنت قبل يوم رفضت الحديث معه لأن نفسيتي كانت متعبة وصار يسألني عن مشاعري وأنا سأدخل المعبر أخيرا.. أجبته بابتسامة وأمل حذرين... والتقط لي صورا، قلت في نفسي: عساها تكون آخر صور تذكرني بتجربة مريرة عشتها مع غيري من العالقين!
فُتحتْ البوابة.. ودخلت أنا وزوجي.. ربما لم تكن قدماي اللتين تمضيان بي... كنت أشعر بأني أطير.. وبأني بت أمتلك جناحين كبيرين... لأول مرة من سبعة شهور أتذوق حلاوة الضحكة من القلب... كنت مستعدة أن أحمل حقائبي دفعة واحدة؛ فالآن يهون كل تعب.. أنا الآن على بعد أمتار من الوطن..
وصلنا صالة السفر المصرية حيث يتم ختم الجوازات ومن ثم الدخول للجانب الفلسطيني.. ربما هو ختم على كتاب يقولون لي فيه: أنت الآن حرة طليقة... ما هي إلا خطوات وأصل الضابط المصري ليختم لي على جواز السفر حتى توقف كل شي... وقف الضابط وقال: أغلق المعبر!
آه يا أخي في العروبة والإسلام، لو كنت تدرك مرارة كل حرف من جملتك هذه... لما استطعت أن تنطقها.
آه يا أخي في العروبة والإسلام، لو كنت تدرك أن جملتك هذه هي أشد ثقلا علينا من حمل أمتعتنا... لما استطاع لسانك حمل تلك الحروف!
آه يا أخي في العروبة والإسلام، لو تدرك حلاوة الحلم بالعودة للوطن عندما يتحول لحقيقة لما هان عليك أن توقظنا!

آه يا أخي في العروبة والإسلام... كيف تشتت العائلة من جديد فأولاد دخلوا وآباء منعوا ونساء يبكين.. وعجائز يتوسلون.. ومرضى يبكون.. وأنا أنظر إلى كل الوجوه.. ربما لأخفف من شعوري بالقهر أو أزيد!
كيف تصل اللقمة إلى فم الجائع ويسحبونها منه!
كيف تبكي الحرائر ولا تجد لدمعتها وزناً لنخوة عربي!
طوال وجودي في صالة الجوازات لم يهتز لي جفن ولم أذرف دمعة واحدة حتى وأنا أرى رجال الأمن يقذفون حقائب المسافرين يجبرونهم على العودة إلى الجانب المصري... ربما كنت أبكي بصمت.. وربما كنت أحاول التجلد في موقف يستحق من الرجال قبل النساء البكاء فيه!
كنت آخر من خرج من الصالة.. ربما كان تمسكاً بالأمل حتى آخر لحظة!
وخرجت فقط قبل أن تُهان كرامتي كامرأة عربية مسلمة قبل أن أكون الرسامة المشهورة ....أغلقوا بوابة المعبر... حينها فقط بكيت... وبكيت بحرقة.. كنت دوماً أداري دمعتي... ولكني بكيت أمام الجميع.. فالجميع يا إخوتي في العروبة والإسلام... كان يبكي!
[/align]



[align=left]أمية جحا
فنانة فلسطينية
[/align]
[/align]


توقيع : hedaya

hedaya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-08, 11:41 PM   #2
 
الصورة الرمزية محمد عطيه

محمد عطيه
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 8840
تاريخ التسجيل : Aug 2007
عدد المشاركات : 5,124
عدد النقاط : 122

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ محمد عطيه
رد: آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!


نزال من الشعب المصري الكريم الغني بنخوته وأصالته رغم فقره المادي والذي كان يتمنى أن يفرش لنا رموشه لنمشي عليها


اختاه رقاب الشعب الشعب المصري فداكم وفدي كل عربي واقسم بالله العلي العظيم انتي لا تعلمي مدي فرحتنا وجودكم معنا
وان كنتم تودون بلهفه العوده لفلسطين فنحن نود بشوق بقائكم معنا ونسعد بذلك ونفرح به

ومتزعليش من ضباط الامن هما لو عليهم يدخلوكم فلسطين ويطلعوا اليهود كمان ويحاربوهم صدقيني لكن دي اوامر بادخال اعداد معينه وكده

وبعدين لو بنتك نور تيجي تزود نور مصر وتخليكم بمصر انتم واهلكم تنورونا



كلامك كان مؤثر جدا يا هدايه وان شاء الله القدس وفلسطين ستعود للعرب قريبا وسيصلي كل العرب في الاقصي آمين

تقبلي مروري يا هدايه


توقيع : محمد عطيه
زهرة الشرق



zahrah.com

محمد عطيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-08, 07:09 AM   #3
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,779
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!


كان الله بعون أخوتنا بالداخل والخارج
اللهم مهد طريقهم واجعلها سالكة امين


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-08, 05:32 PM   #4
 
الصورة الرمزية نور العاشقين

نور العاشقين
جيل الرواد

رقم العضوية : 806
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 11,206
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نور العاشقين
رد: آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!


كان الله بعونكم وفرج اللهم كربتكم


توقيع : نور العاشقين
زهــــــرة الشرق .. قبلتي القديمة والهوى الدائم
وليست بقعة بركت على صدر المدى الجاثم

زهرة الشرق
zahrah.com

نور العاشقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-08, 01:20 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,839
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: آه يا إخوتي.. أنا عالقة على الحدود!


حينها فقط بكيت... وبكيت بحرقة.. كنت دوماً أداري دمعتي... ولكني بكيت أمام الجميع.. فالجميع يا إخوتي في العروبة والإسلام... كان يبكي!

لااجد تعليق
فالكلمات لاترفع المآساة


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لتسريع أتصالك لأقصي الحدود DSL Speed 4.0 أصدار جديد حصري لبرامج نت وبس !! cipro الكمبيوتر والتقنية 1 11-10-07 10:46 PM
الحدود........صلاح جاهـــين ضي@القمر أشعار وقصائد 5 16-04-07 12:58 AM
المفكر التونسي العفيف الأخضر الذي أثار الزوبعة : (الأسلاف يحكموننا من وراء قبورهم ) ابويافا شخصيات وحكايات 6 09-08-03 07:11 PM
إلى إخوتي : المشرفين ، الأعضاء ، الزوار .. تفضلوا بالدخول .. نور العاشقين واحة الزهـرة 3 10-04-03 11:05 PM
عمرو دياب يتجه إلى الغناء الدينى سحر العيون واحة الزهـرة 7 31-10-02 04:08 AM


الساعة الآن 04:07 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)